الصلاة، هي عمل عبادي، يقف فيه المصلي متوجهاً إلى القبلة، ويقرأ فيها أذكار معيّنة، وتشتمل الصلاة على أفعال خاصة، كالقيام والركوع والسجود.
للصلاة أنواع وتقسيمات كثيرة أشهرها الصلوات الواجبة اليومية وهي خمس صلوات واجبة على كل مسلم مكلّف في أوقات معينة من الليل والنهار.
يتخير المصلي في أغلب صلواته بأن يصلي بشكل منفرد (صلاة فرادى) أو بشكل جماعي (صلاة الجماعة)، باستثناء بعض الصلوات كصلاة الجمعة التي لا تتم إلا جماعة.
الصلاة هي العبادة الأولى التي فرضها الله على المسلمين في مكة، وهي من العبادات الأساسية في الإسلام التي أكّد عليها القرآن والنصوص الدينية كثيراً، فقد أشير إلى الصلاة بأنها "عمود الدين"، وأنها "شرط لقبول سائر الأعمال".
الصلاة، لفظ مفرد وجمعه صلوات، جذرها اللغوي: صلا، الصاد واللام والحرف المعتل، أصلان أحدهما النار وما أشبهها من الحُمّى، والآخر جنس من العبادة وهو الدعاء، وأمّا الصلاة من الله تعالى في اللهم صلّ فالرحمة.[1]
أما في الاصطلاح الإسلامي، فهي: أقوال وأفعال أوّلها تكبيرة الإحرام وآخرها التسليم مع النية ولها شرائط مخصوصة.[2]
وردت مفردة الصلاة في القرآن الكريم 61 مرة في مواضع مختلفة وموارد عديدة، ولكن أغلبها جاء في إقامة الصلاة،[3] وأنّها من صفات عباد الله الصالحين والمؤمنين:[4]
كما وقد جاء أيضا فرض الصلاة بموجب آيات الله سبحانه: ﴿إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾،[7] فالكتاب معناه الفرض والإيجاب.[8]
وبین القرآن الکریم أن تركها سبب لدخول جهنم كما في سورة المدثر: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾.[9]
وكذلك بين الكتاب العزيز أنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾[10] وأنّها وسيلة الفلاح: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾.[11]
تعتبر الصلاة أهم عبادة من العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده ولا تسقط عنهم في أي حال من الأحوال حتى لو اضطر للصلاة إيمائاً بعينيه، وقد جاءت أحاديث كثيرة لتبيّن موقع وأهمية الصلاة في حياة الفرد المسلم. ومن بين ماجاء في هذه الأحاديث:
وتنقسم الصلاة إلى الواجبة والمستحبة:
تنقسم الصلوات الواجبة الی قسمين:
1. الصلوات اليومية وهي خمسة:
2. الصلوات التي تجب بأسباب خاصة ک: صلاة الآيات و صلاة الميت و صلاة الطواف وقضاء الولد الأكبر عن والده، وما التزمه المكلف بنذر أو إجارة وغيرهما.[16]
وهي كثيرة وغير محصورة أبرزها:
قبل الشروع بأفعال الصلاة يجب على المكلف أن يقوم بمقدمات الصلاة وهي الوضوء أو التيمم أو الغسل[18] (ولتشخيص أي منها يجب العودة للرسالة العملية)، وإزالة النجاسة من على البدن والثياب[19] واستقبال القبلة وكذلك دخول وقت الصلاة للصلوات الواجبة.[20] أما أجزاء وواجبات الصلاة فهي أحد عشر جزءاً وهي:
وتوجد خمس أركان للصلاة من بين هذه الأجزاء، الزيادة والنقصان فيها بعمد أو غير عمد توجب بطلان الصلاة: وهي النية وتكبيرة الإحرام والقيام المتصل بركوع والركوع والسجدتين.[21]
الصلاة من العبادات التي لم تخلُ شريعة من الشرائع السماوية منها، فكل شريعة لها صلاتها الخاصة بها، فقد ورد في القرآن الكريم أنّ أنبياء الله إبراهيم[ملاحظة 1] وإسماعيل[ملاحظة 2] وموسى[ملاحظة 3] وزكريا[ملاحظة 4] وعيسى[ملاحظة 5] وشعيب[ملاحظة 6] ولقمان الحكيم[ملاحظة 7] كانت الصلاة ضمن مناسكهم وعباداتهم.
وكذلك بيّن الله تعالى في كتابه العزيز أن الصلاة ليست مقتصرة على الإنسان بل أنّ كل من في السماوات والأرض له صلاته الخاصة قال تعالى:﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾[22]
وفي السنين الأولى للإسلام وعندما كانت الدعوة سرية كان النبي (ص) والإمام علي (ع) والسيدة خديجة(ع) وكذلك جعفر الطيار يصلون منذ بداية البعثة النبوية[23] وقبل أن تفرض الصلاة على المسلمين، وهذا يستكشف من قول الإمام علي (ع): «صليت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة»[24] وقد فرضت الصلوات الخمس على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج باتفاق المسلمين. حيث كانت تصلى ركعتين لكل صلاة عدا صلاة المغرب في الحضر وفي السفر ، ولكن بعد هجرة النبي (ص) إلى المدينة بشهر واحد زيد في عدد ركعات الصلاة.[25]
|
|