الأنبياء؛ مجموعة محدودة من البشر تم اختيارهم وإرسال أكثرهم من الله إلى سائر الناس لغاية إرشادهم وهدايتهم . ويبلغ عدد الأنبياء في القرآن الكريم حوالي 25 نبيا . وأول الأنبياء آدم (ع)، وأخر الأنبياء وخاتمهم محمد بن عبد الله (ص) . وذكرت اختلافات متعددة في الفارق بين النبي والرسول.
تعتبر مسألة الحاجة إلى وجود الأنبياء من المسائل المهمّة في مجال علم الكلام. ويرى الشيعة بلزوم بعثة الأنبياء إلى الناس، بمعنى أن حكمة الخالق تقتضي إرسال الرسل لهداية الناس و إرشادهم إلى سبل السعادة. وخالفهم في ذلك البراهمة، فقالوا بأن المجتمع الانساني بفطرته و عقليته يصل إلى تلك الغاية، من دون حاجة إلى معلم غيبي.[1]
اقتضت الحكمة الإلهية إرسال الأنبياء لما في ذلك من مصلحة العباد، ويمكن بيان هذه المصالح والأهداف بما يلي:
لا يصل إلى مقام النبوة إلّا من توفّرت فيه بعض الشروط والصفات الخاصّة، منها:
هنالك عدة آراء في الفارق بينهما:
الأول: النبي من أوحي إليه بـوحي النبوة بملك أو ألهم في قلبه أو نبه بالرؤيا الصادقة في المنام . أما الرسول فهو من أوحي إليه بالوحي الخاص الذي هو فوق وحي النبوة ؛ لأن الرسول هو من أوحي إليه جبرائيل خاصة بتنزيل الكتاب من الله ـ[13]
الثاني: أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ، والنبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه . وهذا الفرق أشكل عليه بإن النبي مأمور بالدعوة والتبليغ والحكم أيضا .
الثالث: الرسول هو من أرسل إلى قوم كفار مكذبين ، والنبي من أرسل إلى قوم مؤمنين بشريعة رسول قبله يعلمهم ويحكم بينهم كما قال تعالى : (نَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ). [14] فأنبياء بني إسرائيل يحكمون بالتوراة التي أنزل الله على موسى، وأما قوله تعالى: ( وخاتم النبيين ) ولم يقل خاتم المرسلين فلأن ختم الرسالة لا يستلزم ختم النبوة، وأما ختم النبوة فيستلزم ختم الرسالة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : " إنه لا نبي بعدي " ، ولم يقل لا رسول بعدي .
الرابع: الرسول هو الإنسان المرسَل من عند الله تعالى والذي يحمل معه شرعاً جديداً، وهو الذي أمره الله بتبليغ هذا الشرع، أما النبي فيسير على طريق الرسول الذي سبقه من حيث التشريع.
لا يتيسر إثبات عدد الأنبياء إلا من طريق الدليل النقلي، والقرآن الكريم، وإن أكد الله تعالى أنه بعث لكل أمة نبياً، لكنه لم يُحدد عدد الأمم وأنبيائهم، وإنما اقتصر على ذكر أسماء عشرين أو أكثر بقليل، من الأنبياء، وأشار لقصص وحكايات بعض منهم دون أن يُصرح باسمائهم. ولكن ورد في بعض الروايات عن أهل البيت، أنّ الله بعث مئة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء، وأن سلسلة الأنبياء تبدأ من آدم أبي البشر وتختم بمحمد بن عبد الله.[15]
هناك عدد من الأسباب لتعدّد الأنبياء (ع)، منها:[16]
اسم النبي | العدد | في العهدين | نبي | رسول | إمام | کتابه | قومه | مدفنه | صاحب شریعة |
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
آدم | 17 | Adam | النجف | ||||||
إدریس | 2 | Enoch | نبي[17] | العروج إلى السماء[18] | |||||
نوح | 43 | Noah | نبي | رسول[19] | النجف | نعم[20] | |||
هود | 7 | Eber | رسول[21] | عاد[22] | النجف | ||||
صالح | 9 | رسول[23] | ثمود[24] | النجف | |||||
إبراهيم | 69 | Abraham | نبي[25] | رسول[26] | إمام[27] | صُحُف[28] | الخلیل (فلسطین) | نعم[29] | |
لوط | 27 | Lot | نبي[30] | رسول[31] | (فلسطین) | ||||
إسماعیل | 11 | Ishmael | نبي[32] | المسجد الحرام | |||||
إسماعیل (صادق الوعد) | ۱ | نبي[33] | |||||||
إسحاق | 17 | Isaac | نبي[34] | إمام[35] | الخلیل (فلسطین) | ||||
یعقوب | 16 | Jacob | نبي[36] | امام[37] | جامع الخلیل (فلسطین) | ||||
یوسف | 27 | Joseph | نبي[38] | إلى بني إسرائیل | جامع الخلیل (فلسطین) | ||||
أیوب | 4 | Job | نبی[39] | حوران | |||||
شعیب | 11 | Jethro, Reuel, Hobab | رسول[40] | مدین[41] | بیت المقدس | ||||
موسی | 136 | Moses | نبی[42] | رسول[43] | توراة [44] | الفراعنة[45] و بنی اسرائیل[46] | أطراف بیت المقدس | نعم[47] | |
هارون | 19 | Aaron | نبي[48] | رسول[49] | الفراعنة[50] و بني إسرائیل[51] | أطراف طور سینا | |||
ذوالکفل | 2 | Ezekiel | بین الکوفة والحلة | ||||||
داود | 16 | David | نبي[52] | الزبور[53] | بیت المقدس | ||||
سلیمان | 17 | Solomon | نبي[54] | بیت المقدس | |||||
الیاس | 2 | Elijah (Elias) | نبي[55] | رسول[56] | العروج إلى السماء | ||||
الیسع | 2 | Elisha | نبي[57] | دمشق | |||||
یونس | 4 | Jonah | نبي[58] | رسول[59] | الکوفة | ||||
زکریا | 7 | Zechariah | نبي[60] | بیت المقدس | |||||
یحیی | 5 | John the Baptist | نبي[61] | المسجد الأموي، دمشق | |||||
عیسی | 25 | Jesus | نبي[62] | رسول[63] | الأنجیل[64] | بني إسرائیل[65] | العروج إلى السماء | نعم[66] | |
محمد | 4 | نبي[67] | رسول[68] | قرآن[69] | إلى الناس كافة[70] | المدینة | نعم[71] |
تلقى بعض الأنبياء الوحي بحيث يمكن تدوينه. وسُمّيت كتبهم بالكتب السماوية، كما كان لكل كتاب من كتبهم إسم خاص. وهذه الكتب هي:
وهو الرسول محمد صلى الله عليه وآله. وأدلة خاتميته عبارة عن مجموعة من الآيات والروايات منها:
وقد قرئ لفظ الخاتم بوجهين: الأول: بفتح التاء وعليه قراءة عاصم، ويكون بمعنى الطابع الذي تختم به الرسائل والمواثيق، فكان النبي الأكرم (ص) بالنسبة إلى باب النبوة كالطابع، ختم به باب النبوة ، وأُوصد وأُغلق فلا يفتح أبداً. الثاني: بكسر التاء وعليه يكون اسم فاعل ، أي الذي يختم باب النبوة ، وعلى كلتا القراءتين فالآية صريحة على أن باب النبوة أو بعث الأنبياء ختم بمجئ النبي الأكرم (ص) .
وقد وردت الخاتمية على لسان النبي (ص)، منها حديث المنزلة المشهور:خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من المدينة إلى غزوة تبوك وخرج الناس معه فقال علي ( عليه السلام ) : " أخرج معك ؟ " فقال : " لا " ، فبكى علي فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".